رعى العلّامة السيّد علي فضل الله افتتاح المكتبة العامة في مدينة الناصرية – العراق، وذلك بحضور حشد من المثقفين والتربويين والأكاديميين والمهتمين. وألقى سماحته كلمة ثمّن فيها هذا الإنجاز، مقدّرًا الجهود التي بذلت من أجله، ومشيرًا إلى أهمية مثل هذه الأعمال التي تُعدّ من أبرز المبادرات التي تسهم في نشر الوعي وتعزيز ثقافة القراءة في المجتمع. وأكد سماحته خطورة المرحلة التي تمرّ بها المنطقة والأمة، لافتًا إلى حجم التحديات التي تعصف بها، ومشدّدًا على ضرورة تحصين مجتمعاتنا كي تكون قادرة على مواجهة هذه الضغوط والتحديات. وأشار إلى أهمية هذه المكتبة بما تتميز به من تنوّع وغنى في عناوين الكتب التي تشمل محاور إسلامية وتربوية وفكرية وتاريخية، مؤكّدًا أهمية لغة الحوار والتواصل بين مكوّنات الأمة، والعمل على تأصيل هذا الفكر من خلال ترسيخ مفاهيم الوحدة والتنوّع. كما شدّد سماحته على ضرورة تعزيز المشتركات واستحضار نقاط الضوء بدل التركيز على الاختلافات التي ينفذ منها كل من لا يريد خيرًا بهذه الأمة. ودعا إلى اعتماد خطاب إسلامي إنساني عقلاني منفتح ومعاصر يستند إلى الحجة والمنطق، ويملك من المقوّمات والبراهين ما يجعله قادرًا على مواجهة الإشكالات والشبهات المثارة حول الإسلام. ولفت إلى أهمية اللقاءات والندوات والحوارات، داعيًا إلى الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير بوضوح عن قناعاتنا الفكرية والدينية والثقافية، وتوجيهها نحو الخير والعطاء والمحبة. وفي الختام، تمنّى سماحته التوفيق والنجاح للمشرفين على مكتبة بلاد ما بين النهرين العامة، التي ستشكّل محطة مهمة من محطات نشر الوعي والمساهمة في تطوير المجتمع.