حذّرت منظمة الصحة العالمية من أنّ سلالة «دلتا» من فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» التي اكتُشفت في الهند؛ في طريقها لأنّ تصبح السلالة المهيمنة على العالم، فما سبب ذلك؟ وما المخاطر؟ وماذا نعرف حتى الآن عن هذه السلالة؟ وما أحدث الأعراض؟ وأين وصل العلماء في تطوير علاج لمرض كورونا؟ ويدير سبيكتور دراسة «زوي كوفيد سيمتومس» (Zoe Covid Symptom»، وهي دراسة تمكّن الجمهور من إدخال أعراض كوفيد-19 الخاصة بهم على أحد التطبيقات، حيث يتمكّن العلماء من تحليل البيانات. وخلال الوباء، لوحظ أنّ الأعراض الرئيسية لكوفيد-19 هي الحمى والسعال المستمر وفقدان التذوق أو الشم، مع بعض الاختلافات. ومع ذلك، فإنّ متغيّر «دلتا» -الذي تمّ تحديده للمرة الاولى في الهند- قد ينتج مجموعة مختلفة من الأعراض، وذلك وفقاً لموقع «ذا بيكرز هوسبيتال ريفيو» (The Becker’s Hospital Review). ويقول سبيكتور، إنّه منذ بداية أيار الماضي، كنا نبحث في أهم الأعراض لدى مستخدمي التطبيق، وهي ليست كما كانت في السابق. وأضاف، إنّ الأعراض التي لوحظت هي: - الصداع - التهاب الحلق - سيلان الأنف - الحمى والأعراض «التقليدية» لكوفيد-19 -مثل السعال وفقدان حاسة الشم- أصبحت أقل شيوعاً الآن، حيث يعاني الشباب أكثر من الشعور بنزلة برد سيئة. أيضًا تمّ تسجيل أعراض أخرى، حيث: - تمّ الإبلاغ عن أعراض لا تظهر عادة في مرضى كوفيد-19 مثل فقدان السمع و»الغرغرينا» (gangrene)، وفقاً لموقع «بلومبيرغ» (Bloomberg). - قال الدكتور عبد الغفور -طبيب الأمراض المعدية في تشيناي بالهند- إنّه يرى المزيد من مرضى كوفيد-19 المصابين بالإسهال، مقارنة بالموجة الأولى للوباء. وأشار إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لتحليل ما إذا كانت الأعراض الأحدث مرتبطة بمتغيّر «دلتا». السلالة المهيمنة وقال سوميا سواميناثان -كبير العلماء في منظمة الصحة العالمية- إنّ سلالة «دلتا» من كوفيد-19 -التي تمّ تحديدها الاولى للمرة في الهند- أصبحت السلالة السائدة عالمياً للمرض، وذلك وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز». وقال سواميناثان في مؤتمر صحفي: «متغيّر دلتا في طريقه لأنّ يصبح السلالة المهيمنة على مستوى العالم بسبب زيادة قابليته للانتقال». بدوره، قال مايك رايان -رئيس برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية- إنّ «الحقيقة القاسية هي أنّه في عصر المتغيّرات المتعددة، مع زيادة قابلية الانتقال، تركنا قطاعات شاسعة من السكان، والسكان المعرّضون للخطر في أفريقيا غير محميين باللقاحات». وحذّر علماء، من أنّ البيانات تشير إلى أنّ متغيّر «دلتا» أكثر قابلية للانتقال بحوالى 60% من متغيّر «ألفا» (المعروف سابقاً بإسم متغيّر المملكة المتحدة أو كينت، والذي كان في حدّ ذاته أكثر قابلية للانتقال من السلالة الأصلية للفيروس) وهو أكثر احتمالاً الى أن يؤدي إلى دخول المستشفى، وفقاً لتقرير في «سي إن بي سي». وفي روسيا، أوضح رئيس بلدية موسكو أنّ العاصمة الروسية تواجه موجة قياسية من وباء كوفيد-19 ناجمة عن تفشي نسخة «دلتا» المتحورة من فيروس كورونا، معلناً بعض القيود، لكنه حرص على عدم فرض تدابير إغلاق صارمة. وأكّد رئيس البلدية سيرغي سوبيانين، أنّ «89.3% من المرضى مصابون بالمتحور الهندي المسمى «دلتا» لفيروس كورونا، وهو أكثر شراسة ويتفشى بسرعة أكبر». وأضاف: «لهذا السبب نشهد ارتفاعاً حاداً في عدد الإصابات بالمرض، وكذلك في عدد الحالات التي تستدعي دخول المستشفى». ماذا نعرف عن سلالة «دلتا»؟ أظهرت الدراسات المخبرية أنّ اللقاحات قد تكون أقل فعالية ضد السلالة المتحورة «دلتا»، والتي عُرفت بإسم السلالة الهندية؛ ولكنها رغم ذلك تلعب دوراً إيجابياً على أرض الواقع، حيث إنّها تحمي من تطور الأعراض الخطيرة لدى المريض، ولكن بشرط الحصول على جرعتين من اللقاح. وتقول صحيفة «نوفال أوبسرفاتور» (L’Obs) الفرنسية، إنّ السلالة «دلتا» تثير مخاوف جدّية حول قدرة اللقاحات المتوفرة حالياً على الحماية منها. وفي الواقع فإنّ العديد من البحوث والدراسات العلمية أظهرت أنّ هذه السلالة أكثر قدرة على مقاومة اللقاحات، مقارنة بسلالات أخرى. تطوير علاج لكورونا أعلنت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية في الولايات المتحدة عن برنامج جديد سيسرّع التجارب السريرية لعدد قليل من الأدوية المرشحة الواعدة لمرض كورونا، وقيمة البرنامج 3,2 مليارات دولار، وذلك وفقاً لتقرير في صحيفة «نيويورك تايمز» (New York Times). وسيدعم البرنامج المضاد للفيروسات للأوبئة أيضاً الأبحاث المتعلقة بالعقاقير الجديدة ليس فقط لفيروس كورونا، ولكن للفيروسات التي يمكن أن تسبب أوبئة في المستقبل. وقال الدكتور أنتوني فوسي -مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية والداعم الرئيسي للبرنامج- إنّه يتطلع إلى الوقت الذي يمكن فيه لمرضى كوفيد-19 الحصول على أقراص مضادة للفيروسات من الصيدلية بمجرد أن تكون النتيجة إيجابية.